أقامت جمعية إدامة للطاقة والمياه والبيئة إفطار العَمَل تحت عنوان “التعدين وحماية الطبيعة ” بدعم من شركة واحة آيلا للتطوير حيث افتتح الجلسة المهندس سهل دودين الشريك الإداري للشركة الذي ألقى الكلمة الترحيبية ونوه على أهمية التطرق لهذا الموضوع الوطني. واستضافت جمعية إدامة في حلقة الحوار كل من معالي المهندس خالد الإيراني رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ووزير البيئة ووزير الطاقة السابق وعطوفة الدكتور ماهر حجازين الخبير والمستشار في شؤون الطاقة ورئيس سلطة المصادر الطبيعية سابقاً كمتحدثين رئيسيين، وأدار الجلسة الدكتور معن النسور رئيس مجلس إدارة شركة النميرة للأملاح المختلطة.
جاء هذا الإفطار الّذي شاركت به منظمات دولية وبعثات دبلوماسية تقديراً للتجربة الأردنية. كما استضافت الفعالية معالي الدكتور نايف الفايز وزير البيئة والسفير الفرنسي في عمّان بالإضافة الى معالي السيد مالك الكباريتي ومعالي السيد ياسين الخياط لخلق فرصة النقاش العام حول موضوع حيوي ومهم كموضوع التعدين في محمية ضانا.
وأكد السيد خالد الإيراني على أنّ الأردن يحتوي على ما نسبته 1% من النباتات في العالم، وتحتوي محمية ضانا بالتحديد على 3 أنواع نادرة لا تتواجد سوى في هذه المحمية و900 صنف مختلف من النباتات. كما تعد المحمية من أكثر المحميات ذات التنوع الحيوي مقارنةً مع المحميات الطبيعية الأخرى عالمياً كما ورد في تقارير وكالة اليونسكو. كما ركّز على أهمية المحمية في توفير فرص اقتصادية للمجتمعات المحلية عبر السياحة البيئية إضافة إلى كونها جوهرة بالتنوع البيئي، وأنه ضد التعدين في المحميات الطبيعية.
وأكد الدكتور ماهر حجازين أنّ مساهمة قطاع التعدين متقاربة مع القطاع السياحي حيث يساهم قطاع التعدين بما نسبته 8% من الناتج المحلي الإجمالي. وللتخفيف من آثار التعدين يجب وضع معايير بيئية ومجتمعية وإطار عام للصحة العامة والبيئة تضمن التزام المستثمرين فيها واحترام الطبيعة.
شدد معالي وزير البيئة الدكتور نايف حميدي الفايز أن محمية ضانا لها مكانة خاصة ويجدر بنا تفهُّم القيمة الحقيقية للتعدين حيث من واجب الحكومة النهوض بالمجتمعات المحلية في الجنوب. كما وأشار أنّ الحكومة هي اللاعب الرئيسي في إنفاذ اجراءات التخفيف من آثار التعدين في محمية ضانا ولكنها ليست الوحيدة.
كما أكد عدد من الحضور أن تجارب مماثلة في التعدين تؤكد على أهمية وجود إطار عمل تشريعي ومعايير واضحة للتنقيب والاستخراج، والاتفاق على استراتيجية وطنية اقتصادية للتعدين، وضرورة القيام بدراسات تقييم الاثر البيئي، وإحياء النقاش المحلي المبني على إتاحة المعلومات للجميع، وأخذ آثار ما بعد التعدين بعين الاعتبار.
ونوه السيد معن الصمادي رئيس قسم المحميات في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بأنّ تنقيب النحاس يحتاج إلى كميات ضخمة من المياه لعمليات التعدين، مما يُشكل تحدياً خطيراً وخاصةً أنّ الأردن يعتبر ثاني أفقر دولة في العالم من ناحية المصادر المائية. كما أنّ المجتمعات المحلية في تلك المنطقة تعاني أساساً من شح في موارد المياه، وصعوبة في توفير مياه الشرب حتى دون البدء بعملية التنقيب.
يُعتبر إفطار إدامة من أهم الفعاليَّات في مجال الطَّاقة والبيئة الّذي يجمع اللّاعبين الرّئيسين في القطاع من مختلف الجِهات الحُكومية وغير الحُكومية والقِطاع الخاص لمناقشة أهم وأحدث المُستَّجدّات الَتي تطرأ على السّاحة، حيث تمت مناقشة مواضيع تتعلق بالبناء الحضري والبيئة والطاقة المتجددة خلال فعاليات سابقة.