عقدت جمعية إدامة للطاقة والمياه والبيئة في عمان يوم الأربعاء الموافق الثالث من تموز 2024 إفطارًا للطاقة تحت عنوان “الحرب على غزة وتداعياتها على الموارد والبيئة”. وشارك في حلقة النقاش كل من د. دريد محاسنة – رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة، والمهندس بهجت الجبارين – مدير دائرة الرقابة والتفتيش في سلطة جودة المياه) فلسطين (، مي الصايغ – مديرة قسم الإعلام والتواصل في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا )بيروت(، وفرح عطيات – صحافية مختصة بالشأن البيئي والمناخي .

افتتح الدكتور محاسنة الحدث بالتعريف عن المتحدثين وطرح سؤال حول التأثير البيئي للحروب على زيادة نسبة الانبعاثات الكربونية، مشيرًا إلى أن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الحرب تعادل الإنتاج الكربوني لدولة أوروبية كاملة. وأكد أن مياه البحر قد تلوثت بسبب الحرب، معبرًا عن حزنه للضحايا وافتتح الاجتماع بدقيقة صمت حدادًا على أرواح الشهداء.

بدأ الحدث المهندس بهجت الجبارين، حيث وصف الوضع الحالي في قطاع غزة “بالوضع الكارثي”. واستعرض عدة محاور تناولت الوضع البيئي ومصادر المياه والطاقة والبنية التحتية والأثر الذي لحق بها بسبب الحرب. وبيّن أن المنطقة البحرية تعتبر “منكوبة” بسبب تأثرها بالحرب مما أدى إلى موت الكائنات البحرية وتلوث المياه بسبب تراكم النفايات على الساحل. مختتمًا حديثه بقوله “من لم يمت بالقصف سيموت من الجوع أو العطش أو التلوث “.

بدورها، تحدثت مي الصايغ عن تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي، وأشارت إلى أن إغلاق معبر رفح أدى إلى دخول عدد قليل من المساعدات، مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي في غزة. وتحدثت عن أطراف النزاع وعدم احترام البروتوكولات الدولية وعن احتجاج الصليب الأحمر على ما يحدث في غزة ومتابعة الانتهاكات مع الأطراف المعنية ومحاولة إيجاد الحلول.

من جهتها، سلطت فرح عطيات الضوء على قمة المناخ العالمية التي عقدت خلال الحرب على غزة، وتوقعت مبادرة وضغط على الجانب الإسرائيلي خلال الحدث. وتحدثت عن حجم الإنفاق العسكري وتكلفته على التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لوضع الصراعات على أجندة العمل المناخي. كما تناولت موضوع النفط كسبب للصراعات واحتمال تصاعد عمليات التنقيب في حال استمرار العدوان على غزة، وأشارت إلى أن الأضرار المناخية تشمل أيضًا لاجئين المناخ وتأثيراتهم على المنطقة العربية، متوقعة موجة نزوح داخلي وخارجي.

وافتتح الدكتور دريد محاسنة الجلسة النقاشية، مؤكدًا على أهمية تسليط الضوء على التأثير البيئي للحرب على غزة، وأشار إلى ضرورة التركيز على الدراسات المتعلقة بالتلوث البيئي ليس فقط في غزة بل أيضًا في الأردن. وطرح الدكتور جمال لطوف سؤالًا حول ما إذا كانت انبعاثات الكربون قرارًا علميًا أم سياسيًا. وأكد الدكتور يوسف منصور أن التلوث البيئي لا يقتصر على غزة فقط، وتساءل عن الدراسات الأردنية حول الأثر البيئي على الأردن.

مع العلم أن إفطار الطاقة هي سلسلة من الفعاليات التي تعقدها إدامة للطاقة والمياه والبيئة لأجل فتح مجال للحوار ما بين القطاع العام والقطاع الخاص لتنشأ شراكات بين القطاعية تثمر مخرجات تعود بفوائد على المجتمع وتدفع عجلة الاقتصاد الأخضر قدما.