معالجة الوادي المتصدع الكبير: الصمود في الإقليم من خلال الربط بين نظم البيئة والغذاء والطاقة والمياه
أكد سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا أهمية التعاون الإقليمي والدولي على خط الوادي المتصدع الكبير (Rift valley)، لبحث المشكلات والتحديات وتوجيه السياسات الإقليمية لتلبية الاحتياجات الإنسانية والبيئية والتركيز على جهود التنمية المستدامة لتعزيز كفاءة إدارة الموارد الطبيعية.
جاء ذلك خلال رعاية سموه، اليوم الخميس، جلسة حوارية بعنوان: “معالجة الوادي المتصدع الكبير: الصمود في الإقليم من خلال الربط بين نظم البيئة والغذاء والطاقة والمياه”، نظمتها جمعية إدامة للطاقة والمياه، بالتعاون مع برومين الأردن بحضور سفراء وخبراء ومعنيين بقضايا الطاقة والمياه والغذاء.
وشدد على ضرورة توجيه الاهتمام الأكبر لإدارة الأحواض المائية المشتركة المرتبطة بوادي الصدع، والعمل على استدامة المياه، وتعزيز كفاءة إدارة الموارد الطبيعية وتعزيز الاستراتيجيات الخاصة بالبيئة.
وجدد سموه الدعوة إلى تأسيس هيئة تسمح للدول المشاطئة للبحر الأحمر بتبادل الخبرات وبحث التحديات المشتركة للوصول إلى حلول تعزز المشتركات الإقليمي (Red Sea commission).
وأشار إلى أهمية تعزيز كرامة الإنسان وتمكين سكان الوادي المتصدع الكبير ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل، وخاصة تلك المتعلقة بتغير المناخ والمخاطر الطبيعية.
وقال سموه إن: “الانتماء إلى الإقليم ركيزة أساسية للعمل على مواجهة تحديات الوادي المتصدع الكبير، خصوصاً الطبيعية منها والتي بدأت تظهر، وآخرها زلزال تركيا وسوريا والذي خلف دمارا كبيرا في الأرواح والممتلكات“.
ودعا إلى غرس الإحساس بالواجب تجاه المنطقة وشعوبها وتعزيز التعاون الإقليمي وتوسيع المسؤوليات والمشاركة الفاعلة على المستوى القطاعي وعلى المستوى الكلي كخطوة مهمة إلى الأمام.
ولفت إلى ضرورة النظر إلى دول منطقتا المشرق والجزيرة العربية نظرة كلية كمنطقة جامعة ذات صلات متقاربة.
ونوه سموه إلى أهمية إتاحة المعلومات والبيانات لجميع الجهات المعنية بقضايا التغير المناخي مثل المياه والطاقة والتنمية المستدامة بهدف وضع الأولويات والعمل على معالجة الآثار الناجمة عن التغير المناخي والتحديات الطبيعية.
وأكد ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المؤسسات وبخاصة المؤسسات البحثية على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي والعمل على إزالة قيود وحواجز الإبداع والابتكار العلمي والتكنولوجي وتبادل الخبرات المعرفية من أجل بناء مستقبل أفضل للإقليم.
وشدد سموه على ضرورة تطوير المسار الآمن للاستثمار في المشاريع الاقتصادية الكبرى، خاصة المتعلقة بالطاقة والمياه والغذاء ذات الأثر الإيجابي في مواجهة تحديات المناخ والتحديات الطبيعية وضرورة تمكين المجتمعات المحلية والعمل المستدام والتخطيط طويل الأمد وتوحيد الجهود في هذا الإطار.
وأشار إلى ضرورة تعزيز اقتصاديات الدول في الجوانب البيئية المائية والاقتصاد الأخضر والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المتجددة في الأردن وفي دول الوادي المتصدع الكبير.
من جانبه، أكد رئيس جمعية إدامة، الدكتور دريد محاسنة، أهمية التركيز على حلقة الترابط بين المياه والطاقة النظيفة والغذاء والبيئة.
ودعا إلى تنمية وادي الأردن بشكل يحقق المزيد من الاستقرار لسكانه وخاصة تنمية المنطقة من البحر الميت إلى البحر الأحمر وإعادة إحياء مشاريع تحلية مياه البحر الأحمر بطاقة نظيفة، لخلق فرص عمل من خلال الاستفادة من التوسع في الصناعات التعدينية في وادي الأردن وتنمية السياحة.
وأشار محاسنة إلى أن الترابط في التنمية بالأخدود كاملاً بما فيه البحر الأحمر وحتى السواحل الإفريقية يحقق تنمية شاملة.
وفي نهاية الجلسة، دار نقاش حول نظم المياه والطاقة والغذاء والبيئة، الدور المهم والفاعل لمختلف القطاعات في مواجهة تحديات التغير المناخي والتحديات الطبيعة.